• نظرية الجشطلت .. التعلم بالستبصار ظهرت نظرية الجشطلت في ألمانيا في نفس الوقت تقريب ً الذي ظهرت فيه السلوكية في أمريكا . اوكلمة الجشطلت معناها صيغة أو شكل ، وترجع هذه التسمية على أن دراسات هذه المدرسة للمدركاتالحسية . بينت أن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليست هي العناصر أو الجزاء التي يتكون منها المدركوإنما الشكل أو البناء العام . فالمثلث ل يتكون من ثلث أضلع وثلث زوايا مجتمعة مع بعضها البعض وإنمايتكون المثلث من علقات عامة بين هذه الجزاء بعضها البعض . والدليل على ذلك أنه ل يمكن أن ندرك المثلثمن ثلث خطوط موضوعة في أي وضع أو ثلث زوايا منفردة فالعلقة العامة أو الصيغة الكلية عند جماعة الجشطلت هي الناحية الرئيسية الولى بالهتمام .وتستند جماعة الجشطلت في آرائها على مجموعة من النتائج المستمدة من العلوم الحيوية والطبيعية ومننظرتها إلى طبيعة الشياء فنقطة البداية في تكونين جنين أي كائن حي وحدة الخلية التي يتفرع عنها بعد ذلكأعضاء الجسم وأجزاؤه . فالوحدة هي الصل والجزاء والعضاء هي الفروع وهي التي تأتي بعد ذلك وتستمد مقوماتها عنه ... وهكذا .وقد كانت لهذه الراء والتجاهات تأثيراتها في مجالت علم النفس المختلفة وفي دراسات علماء النفسالجشطلت لموضوع الدراك بصفة خاصة ، وبيانهم أن الصيغة الكلية في المدرك الحسي هي الولى بالعتبار ل العناصر أو الجزاء التي يتكون منها .ونظرً لهمية هذا الموضوع وارتباطه بآراء علماء النفس الجشطلت الخاصة بالتعلم ، نعرض له باختصار ا ثم نستطرد بعده إلى موضوع التعلم عند الجشطلت .
• قوانين التنظيم الدراكيقانون التقارب : فالشياء المتشابه ة المتقارب ة ف ي الزمان والمكان يس هل إدراكه ا عل ى صيغ مستقلة بعكس الشياء المتباعدة .قانون التشابه : فالشياءهيئة المتشابهة في الشكل أو في الحجم أو اللون أو السرعة أو التجاه تدرك كصيغ .قانون التص ال : فالشياء المتص لة ، النق ط الت ي تص ل بينه ا الشياء المنفردة التي ل علقةخطوط مث ً تدرك كص يغ بعكس ل تربطها بغيره .قانون الشمول : فالشياء تدرك كص يغة إذا كان هناك م ا فصورة صفين متوازيين من الشجاريجمعه ا ويحتويه ا ويشمله ا كلها . تعطي صيغة طريق ، عن مجرد عدد من الشجار .قانون التماثل : فالشياء مجالالمتماثلة تبرز كصيغ وتنفرد عن غيرها من الوحدات التي يتضمنها الدراك .قانون الغل ق : فالشياء الناقص ة تدعون ا إل ى إدراكه ا كامل ة الموجودة بينها . الدائرة مث ً التيوإل ى س د الثغرات أو الفتحات ينقصها جزء ندركها كدائرة وكذلك الجزاء التي ل تنتظم مع ل بقية الشكل تنحو إلى النتظام حتى ندرك الشكل ككل منتظم .
• التعلم عند الجشطلتوجه علماء النف س الجشطلت اهتمامه م أيض ً لموضوع التعلم ، محاولين تفسير هذه العملي ة على ضوء ا اتجاهاتهم وقوانينهم الساسية .وممن أسهموا في دراسة هذا الموضوع فرتيمر الذي اهتم بدراسة التعلم عند النسان وتطبيقاته في مجال التربية ،وكان ثورندي ك ق د اقتن ع م ن دراس ته وتجارب ه عل ى القط ط والكلب أ ن هذه الحيوانات تتعل م بالمحاولة والخطأ ، يعني بتثبيت الستجابات الصحيحة وحذف الخاطئة وفق ً لقانون الثر . اوكان رد كوفكا هو دراسة منحنيات ثورنديك للتعلم ، وملحظو وجود سقوط مفاجئ في بعضها ، خاصةفي المحاولت الولى هذا السقوط علله كوفكا بأنه ل يحدث إل إذا كان الحيوان قد أدرك الحل فجأة أو بمعنى آخر استبصر الموقف .وقد اعترض كوهلر على تفسير ثورنديك بالمثل ، وأوضح أن ثورنديك ، وغيره من علماء النفس الذينيعتقدون بأن الحيوان إنما يصل إلى حل مشاكله عن طريق المحاولة والخطأ ، إنما يغلفون ركن ً هام ً في عملية ا ا حل المشكلة وهي أن الحيوان ل يرى الموقف ككل ، ل يدرك العلقات بين أجزاء الموقف كما يعتقد كوهلر .وقد اختلف علماء النفس في بيان معنى الستبصار فمنهم من يذكر بأنها الطريقة التي يتم بها تكوين منظمجديد من مجموعة العلقات الموجودة في الموقف أو إنه الستجابة لظروف الموقف ككل أو الستجابة للعلقاتذات المعن ى في الموقف أ و إنه يتضمن العلقة بين ثلثة عوامل : هدف ووسيلة وعقاب ، أو إدراك الكائن العلقة بين هذه العوامل الثلثة .
• تجارب كوهلر تجربة )1( :وض ع الشمبانزي ف ي القف ص وكان الطعام )موزة( معلق ة ف ي س قف القف ص يحي ث ل يمكنالوصول إليه باليد مباشرة . وفي ركن القفص وضع الصندوق . أخذ الشمبانزي ينظر إلى الفاكهةويحاول الوصول إليها بمد يده وبالوثب ولكنه فشل . ثم أخذ ينتقل من ركن على ركن في حيرة .وأخيرً لحظ الصندوق فنظر إليه ونظر إلى الموزة المعلقة في السقف وفجأة جذب الصندوق إلى االموضع الصحيح تحت الموزة ثم قفز فوقه ووصل إلى هدفه . فلبد أن الحيوان في هذه التجربة أدرك العلقة بين الصندوق وإمكان الوصول إلى الموزة . تجربة )2( :كررت التجارب السابقة ووضع صندوقان بد ً من صندوق واحد لكي يضع الحيوان أحدهما فوق لالخر للوصول إلى الهدف )ارتفاع الصندوق الواحد في هذه التجربة ل يكفي للوصول إلى الموزةولبد من وضع الصندوقين فوق بعضها البعض( . هذه التجربة أكثر صعوبة ولم يستطع حلها إل عدد قليل من الشمبانزي . تجربة )3( :وضع الطعام خارج القفص . فحاول الحيوان أن يصل إليه باليد ففشل . وبعد مدة لحظ وجودعصا في الناحية الخرى من القفص )الناحية البعيدة عن الطعام( فامسك بها ، وأخذ يلعب بها ثم أخذينفذها من بين قضبان القفص . وفي هذه الثناء وقع نظره على الطعام وفجأة تغير سلوكه واستخدم العصا في جذب الطعام . ونجح في ذلك .
• تجربة )4( :وض ع الطعام خارج القف ص كما ف ي التجرب ة السابقة )تجرب ة رق م 3( ووض ع بجوار الشمبانزي عصاقصيرة ل تكفي للوصول إلى الطعام . وعلى مسافة خارج القفص وضعت عصا أخرى أطول تكفي في حالةالحص ول عليه ا للوص ول إل ى الطعام . إل أن ه ل يمك ن الوص ول عل ى هذه العص ا الطويل ة بواس طة اليدمباشرة . وإنما يمكن الوصول إليها عن طريق العصا القصيرة الموجودة داخل القفص . وقد نجحت بعضالقردة في حل هذه المشكلة ، بأن حاولت الوصول إلى الطعام بواسطة العصا القصيرة ففشلت وبعد مدة مناستخدام العصا القصيرة لحظت العصا الطويلة فجذبتها باستخدام القصيرة . وبمجرد الحصول على العصا الطويلة استخدمتها مباشرة للحصول على الطعام . تجربة )5( :وضع كوهلر داخل القفص عصوين قصيرتين ل تكفي الواحدة منهما لجذب الطعام ، وإنما يمكن إدخالأهدهما في طرف الخرى لعمل عصا طويلة ، وقد أجرى كوهلر تجربته هذه على أذكى حيواناته )وهوالشمبانزي سلطان( غل إنه لم يستطع أن يحل المشكلة بسهولة ، بل استغرق وقت ً طوي ً في محاولت ل ابائس ة ف ي جذب الطعام باس تخدام إحدى العص وين . وف ي فترة م ن فترات الراح ة جل س "سلطان" على صندوق داخ ل القف ص وأخ ذ يلع ب بالعص وين ويحركهم ا . وأثناء لعب ه وض ع إحداهم ا في طرف الخرىوبمجرد أن وجد الحيوان نفسه وبيده عصا طويلة ، قفز من مكانه بسرعة ، واستعمل العصا الطويلة في جذب الموزة ونجح في ذلك . من التجارب السابقة نلحظ : 6. أن الوصول إلى الحل يا ي فجأة نتيجة ما يسمى بالستبصار . 7. إن الستبصار يعتمد على إدراكك وتنظيم أجزاء الموقف . 8. متى توصل الحيوان إلى الحل عن طريق الستبصار فإنه يمكنه أن يكرره بسهولة .9. إن الحل الذي يصل إليه الحيوان عن طريق الستبصار ، يمكن أن يطبق المواقف الجديدة . فالحيوان في تجارب الستبصار ل يتعلم عادة تعمل بطريقة آلية وإنما يتعلم علقة بين وسائل وغاية .
• تفسير التعلمعلى ضوء ما تقدم نتبين مدى الخلف بين كوهلر وبين ثورنديك وغيره ممن يصرون على أن التعل م إنم ا يحدث نتيج ة المحاول ة والخط أ وحذف الخطاء ، بالرغ م م ن تشاب ه الس لوك الظاهر للحيوانات عند ك ً منها . لففي تجارب كوهلر مث ً لوحظ أن الحيوانات تعمل نفس الحركات العشوائية التي لوحظت في لتجارب ثورنديك . فكانت القردة تحاول الوصول إلى الطعام بيدها وتسم بقضبان القفص وتحاول أنتزيلها من طريقها إلى غير ذلك من الحركات التي ل تؤدي إلى الهدف . ولكن هذه الحركات لم تكن عمياء تمام ً كما في تجارب ثورنديك . اوتجارب ثورنديك كانت في الواقع عمياء بالنسبة لهذه العلقات . فالحيوانات لم نكن ندرك فيهاالعلقة بين أجزاء الموقف . بل كانت تتصرف بطريقة آلية تتسم بالغباء وعدم الفهم . ويتضح هذا من المحاولت الكثيرة الت ي كان ت تبذله ا والخطاء العديدة الت ي كان ت تكرره ا والبطء الملحوظ فيالوصول للحل ، وحتى بعد وصولها إلى الحل فإنها كانت تكرر نفس الحركات غير المجدية وتعود لنفس الخطاء إذا وضعت في نفس الموقف من جديد .وعلى العكس كان سلوك حيوانات كوهلر بنبني على الفهم وإدراك الموقف . ويظهر التغير فيالسلوك فجأة . ومتى تغير السلوك نتيجة الستبصار ، فإنه يظل كما هو . فمتى توصل الحيوان إلى الح ل ع ن طري ق وس يلة معين ة أ و بعم ل اس تجابة م ا فإن ه يس تخدم نف س الوس يلة وس يعمل نفسالستجابة إذا وجد في نفس الموقف ثانية ولن يعود على المحاولت التي كان يبذلها أو الخطاء التي كان يعملها في الموقف الول ، بل سيعمل بثقة وبدون تردد الستجابة التي توصل إلى الهدف .
• تجارب فرتيمراهتم فرتيمر بدراسة التعلم عند النسان . واعتمد في دراسته لهذه العملية على نفس السسالتي أخذت بها مدرسة الجشطلت . ويرى بالمثل أنها تخضع لقوانين التنظيم الدراكي ، وإن كان النسان نظرً لذكائه أقدر على حل المشاكل الكثر تعقيدً . ا اوتوض ح التجرب ة التي ة نوع التجارب الت ي قام به ا فرتيم ر للتعرف عل ى طبيع ة عملي ة التعلم وتفسير هذه العملية .ساعد فرتيمر مجموعة من الطفال على فهم الطريقة المعتادة لتعيين مساحة المستطيل ، وكيفتتنتج من الطبيعة الساسية للشكل وبذلك بتقسيم الطول والعرض عن طريق أعمدة رأسية وأفقيةعلى عدد من المربعات الصغيرة المتساوية . وبذلك تصبح مساحة الشكل مساوية للمجموع الكليلعدد العمدة الرأسية المشتمل كل منها على عدد المربعات الصغيرة يمثل العرض . وبعد أن تعرفالطفال على طريقة تعيين مساحة المستطيل طلب منهم فرتيمر مساحة متوازي الضلع ، وانتظرفرتيمر ليرى ما سيفعله الطفال ، من بين المجموعات قالت طفلة " أنا ل أعرف تمامً ما الذي يمكن اعمله" إن المر السيئ هنا )وأشارت إلى الجزء اليمن( ثم فجأة قالت "هل أجد مقص ً؟( إن الشيء االسيئ هنا هو الذي نحتاجه هناك . إنما ملئم تمام ً" ثم عملت قطعا رأسي ً خلل متوازي الضلع ، ا اوحولت الجزء اليسر حول الشكل ووضعته على الطرف اليمن فتحول إلى شكل مستطيل أمكن إيجاد مساحته بعد ذلك بالطريقة المعتادة .
• الستفادة من نظرية الجشطلت في التعلميحدث التعلم من وجهة نظر الجشطلت كما رأينا نتيجة الدراك الكلي للموقفولي س نتيج ة إدراك أجزاء الموق ف المنفص لة . فالموق ف الكل ي يفق د كثيرً من اخصائصه وصفاته إذا حلل إلى أجزائه . والكل ليس مجرد إضافة أو جمع الجزاءبعضها إلى بعض ، بل يشتمل على أكثر من ذلك فالجملة مث ً تشتمل على أكثر من ل الكلمات والحروف التي تتكون منها .أما إذا كان ت الخ برة المراد تعلمه ا معقدة م ن الص ل ، إذا أخذناه ا ككل فيرى الجشطلت أن هناك طريقتين يمكن للمدرس أن يتبعهما .• الول ى : تبس يط هذه الخ برة عل ى قدر المكان . مع عدم إهمال صفاتها وخصائصها العامة .•الثانية : أن يؤجل عرض الخبرة حتى يتأكد من خبرة المتعلم ونضجه يسمحان هل بإدراكها ككل .
• تقييم نظرية الجشطلتأفادة أراء الجشطلت ونظريتهم في التعلم ل موضوع التعلممن الناحي ة النظري ة فحس ب ، وإنم ا أيض ً الحقل التربوي ، اعندما أصبح الهتمام يوجه إلى المبادئ الكلية في التعليم وفيطرق التدريس ووضع المناهج بصفة خاصة فض ً عن النتائج ل المثمرة في حقل التطبيق التربوي المباشر
• قوانين التنظيم الدراكيقانون التقارب : فالشياء المتشابه ة المتقارب ة ف ي الزمان والمكان يس هل إدراكه ا عل ى صيغ مستقلة بعكس الشياء المتباعدة .قانون التشابه : فالشياءهيئة المتشابهة في الشكل أو في الحجم أو اللون أو السرعة أو التجاه تدرك كصيغ .قانون التص ال : فالشياء المتص لة ، النق ط الت ي تص ل بينه ا الشياء المنفردة التي ل علقةخطوط مث ً تدرك كص يغ بعكس ل تربطها بغيره .قانون الشمول : فالشياء تدرك كص يغة إذا كان هناك م ا فصورة صفين متوازيين من الشجاريجمعه ا ويحتويه ا ويشمله ا كلها . تعطي صيغة طريق ، عن مجرد عدد من الشجار .قانون التماثل : فالشياء مجالالمتماثلة تبرز كصيغ وتنفرد عن غيرها من الوحدات التي يتضمنها الدراك .قانون الغل ق : فالشياء الناقص ة تدعون ا إل ى إدراكه ا كامل ة الموجودة بينها . الدائرة مث ً التيوإل ى س د الثغرات أو الفتحات ينقصها جزء ندركها كدائرة وكذلك الجزاء التي ل تنتظم مع ل بقية الشكل تنحو إلى النتظام حتى ندرك الشكل ككل منتظم .
• التعلم عند الجشطلتوجه علماء النف س الجشطلت اهتمامه م أيض ً لموضوع التعلم ، محاولين تفسير هذه العملي ة على ضوء ا اتجاهاتهم وقوانينهم الساسية .وممن أسهموا في دراسة هذا الموضوع فرتيمر الذي اهتم بدراسة التعلم عند النسان وتطبيقاته في مجال التربية ،وكان ثورندي ك ق د اقتن ع م ن دراس ته وتجارب ه عل ى القط ط والكلب أ ن هذه الحيوانات تتعل م بالمحاولة والخطأ ، يعني بتثبيت الستجابات الصحيحة وحذف الخاطئة وفق ً لقانون الثر . اوكان رد كوفكا هو دراسة منحنيات ثورنديك للتعلم ، وملحظو وجود سقوط مفاجئ في بعضها ، خاصةفي المحاولت الولى هذا السقوط علله كوفكا بأنه ل يحدث إل إذا كان الحيوان قد أدرك الحل فجأة أو بمعنى آخر استبصر الموقف .وقد اعترض كوهلر على تفسير ثورنديك بالمثل ، وأوضح أن ثورنديك ، وغيره من علماء النفس الذينيعتقدون بأن الحيوان إنما يصل إلى حل مشاكله عن طريق المحاولة والخطأ ، إنما يغلفون ركن ً هام ً في عملية ا ا حل المشكلة وهي أن الحيوان ل يرى الموقف ككل ، ل يدرك العلقات بين أجزاء الموقف كما يعتقد كوهلر .وقد اختلف علماء النفس في بيان معنى الستبصار فمنهم من يذكر بأنها الطريقة التي يتم بها تكوين منظمجديد من مجموعة العلقات الموجودة في الموقف أو إنه الستجابة لظروف الموقف ككل أو الستجابة للعلقاتذات المعن ى في الموقف أ و إنه يتضمن العلقة بين ثلثة عوامل : هدف ووسيلة وعقاب ، أو إدراك الكائن العلقة بين هذه العوامل الثلثة .
• تجارب كوهلر تجربة )1( :وض ع الشمبانزي ف ي القف ص وكان الطعام )موزة( معلق ة ف ي س قف القف ص يحي ث ل يمكنالوصول إليه باليد مباشرة . وفي ركن القفص وضع الصندوق . أخذ الشمبانزي ينظر إلى الفاكهةويحاول الوصول إليها بمد يده وبالوثب ولكنه فشل . ثم أخذ ينتقل من ركن على ركن في حيرة .وأخيرً لحظ الصندوق فنظر إليه ونظر إلى الموزة المعلقة في السقف وفجأة جذب الصندوق إلى االموضع الصحيح تحت الموزة ثم قفز فوقه ووصل إلى هدفه . فلبد أن الحيوان في هذه التجربة أدرك العلقة بين الصندوق وإمكان الوصول إلى الموزة . تجربة )2( :كررت التجارب السابقة ووضع صندوقان بد ً من صندوق واحد لكي يضع الحيوان أحدهما فوق لالخر للوصول إلى الهدف )ارتفاع الصندوق الواحد في هذه التجربة ل يكفي للوصول إلى الموزةولبد من وضع الصندوقين فوق بعضها البعض( . هذه التجربة أكثر صعوبة ولم يستطع حلها إل عدد قليل من الشمبانزي . تجربة )3( :وضع الطعام خارج القفص . فحاول الحيوان أن يصل إليه باليد ففشل . وبعد مدة لحظ وجودعصا في الناحية الخرى من القفص )الناحية البعيدة عن الطعام( فامسك بها ، وأخذ يلعب بها ثم أخذينفذها من بين قضبان القفص . وفي هذه الثناء وقع نظره على الطعام وفجأة تغير سلوكه واستخدم العصا في جذب الطعام . ونجح في ذلك .
• تجربة )4( :وض ع الطعام خارج القف ص كما ف ي التجرب ة السابقة )تجرب ة رق م 3( ووض ع بجوار الشمبانزي عصاقصيرة ل تكفي للوصول إلى الطعام . وعلى مسافة خارج القفص وضعت عصا أخرى أطول تكفي في حالةالحص ول عليه ا للوص ول إل ى الطعام . إل أن ه ل يمك ن الوص ول عل ى هذه العص ا الطويل ة بواس طة اليدمباشرة . وإنما يمكن الوصول إليها عن طريق العصا القصيرة الموجودة داخل القفص . وقد نجحت بعضالقردة في حل هذه المشكلة ، بأن حاولت الوصول إلى الطعام بواسطة العصا القصيرة ففشلت وبعد مدة مناستخدام العصا القصيرة لحظت العصا الطويلة فجذبتها باستخدام القصيرة . وبمجرد الحصول على العصا الطويلة استخدمتها مباشرة للحصول على الطعام . تجربة )5( :وضع كوهلر داخل القفص عصوين قصيرتين ل تكفي الواحدة منهما لجذب الطعام ، وإنما يمكن إدخالأهدهما في طرف الخرى لعمل عصا طويلة ، وقد أجرى كوهلر تجربته هذه على أذكى حيواناته )وهوالشمبانزي سلطان( غل إنه لم يستطع أن يحل المشكلة بسهولة ، بل استغرق وقت ً طوي ً في محاولت ل ابائس ة ف ي جذب الطعام باس تخدام إحدى العص وين . وف ي فترة م ن فترات الراح ة جل س "سلطان" على صندوق داخ ل القف ص وأخ ذ يلع ب بالعص وين ويحركهم ا . وأثناء لعب ه وض ع إحداهم ا في طرف الخرىوبمجرد أن وجد الحيوان نفسه وبيده عصا طويلة ، قفز من مكانه بسرعة ، واستعمل العصا الطويلة في جذب الموزة ونجح في ذلك . من التجارب السابقة نلحظ : 6. أن الوصول إلى الحل يا ي فجأة نتيجة ما يسمى بالستبصار . 7. إن الستبصار يعتمد على إدراكك وتنظيم أجزاء الموقف . 8. متى توصل الحيوان إلى الحل عن طريق الستبصار فإنه يمكنه أن يكرره بسهولة .9. إن الحل الذي يصل إليه الحيوان عن طريق الستبصار ، يمكن أن يطبق المواقف الجديدة . فالحيوان في تجارب الستبصار ل يتعلم عادة تعمل بطريقة آلية وإنما يتعلم علقة بين وسائل وغاية .
• تفسير التعلمعلى ضوء ما تقدم نتبين مدى الخلف بين كوهلر وبين ثورنديك وغيره ممن يصرون على أن التعل م إنم ا يحدث نتيج ة المحاول ة والخط أ وحذف الخطاء ، بالرغ م م ن تشاب ه الس لوك الظاهر للحيوانات عند ك ً منها . لففي تجارب كوهلر مث ً لوحظ أن الحيوانات تعمل نفس الحركات العشوائية التي لوحظت في لتجارب ثورنديك . فكانت القردة تحاول الوصول إلى الطعام بيدها وتسم بقضبان القفص وتحاول أنتزيلها من طريقها إلى غير ذلك من الحركات التي ل تؤدي إلى الهدف . ولكن هذه الحركات لم تكن عمياء تمام ً كما في تجارب ثورنديك . اوتجارب ثورنديك كانت في الواقع عمياء بالنسبة لهذه العلقات . فالحيوانات لم نكن ندرك فيهاالعلقة بين أجزاء الموقف . بل كانت تتصرف بطريقة آلية تتسم بالغباء وعدم الفهم . ويتضح هذا من المحاولت الكثيرة الت ي كان ت تبذله ا والخطاء العديدة الت ي كان ت تكرره ا والبطء الملحوظ فيالوصول للحل ، وحتى بعد وصولها إلى الحل فإنها كانت تكرر نفس الحركات غير المجدية وتعود لنفس الخطاء إذا وضعت في نفس الموقف من جديد .وعلى العكس كان سلوك حيوانات كوهلر بنبني على الفهم وإدراك الموقف . ويظهر التغير فيالسلوك فجأة . ومتى تغير السلوك نتيجة الستبصار ، فإنه يظل كما هو . فمتى توصل الحيوان إلى الح ل ع ن طري ق وس يلة معين ة أ و بعم ل اس تجابة م ا فإن ه يس تخدم نف س الوس يلة وس يعمل نفسالستجابة إذا وجد في نفس الموقف ثانية ولن يعود على المحاولت التي كان يبذلها أو الخطاء التي كان يعملها في الموقف الول ، بل سيعمل بثقة وبدون تردد الستجابة التي توصل إلى الهدف .
• تجارب فرتيمراهتم فرتيمر بدراسة التعلم عند النسان . واعتمد في دراسته لهذه العملية على نفس السسالتي أخذت بها مدرسة الجشطلت . ويرى بالمثل أنها تخضع لقوانين التنظيم الدراكي ، وإن كان النسان نظرً لذكائه أقدر على حل المشاكل الكثر تعقيدً . ا اوتوض ح التجرب ة التي ة نوع التجارب الت ي قام به ا فرتيم ر للتعرف عل ى طبيع ة عملي ة التعلم وتفسير هذه العملية .ساعد فرتيمر مجموعة من الطفال على فهم الطريقة المعتادة لتعيين مساحة المستطيل ، وكيفتتنتج من الطبيعة الساسية للشكل وبذلك بتقسيم الطول والعرض عن طريق أعمدة رأسية وأفقيةعلى عدد من المربعات الصغيرة المتساوية . وبذلك تصبح مساحة الشكل مساوية للمجموع الكليلعدد العمدة الرأسية المشتمل كل منها على عدد المربعات الصغيرة يمثل العرض . وبعد أن تعرفالطفال على طريقة تعيين مساحة المستطيل طلب منهم فرتيمر مساحة متوازي الضلع ، وانتظرفرتيمر ليرى ما سيفعله الطفال ، من بين المجموعات قالت طفلة " أنا ل أعرف تمامً ما الذي يمكن اعمله" إن المر السيئ هنا )وأشارت إلى الجزء اليمن( ثم فجأة قالت "هل أجد مقص ً؟( إن الشيء االسيئ هنا هو الذي نحتاجه هناك . إنما ملئم تمام ً" ثم عملت قطعا رأسي ً خلل متوازي الضلع ، ا اوحولت الجزء اليسر حول الشكل ووضعته على الطرف اليمن فتحول إلى شكل مستطيل أمكن إيجاد مساحته بعد ذلك بالطريقة المعتادة .
• الستفادة من نظرية الجشطلت في التعلميحدث التعلم من وجهة نظر الجشطلت كما رأينا نتيجة الدراك الكلي للموقفولي س نتيج ة إدراك أجزاء الموق ف المنفص لة . فالموق ف الكل ي يفق د كثيرً من اخصائصه وصفاته إذا حلل إلى أجزائه . والكل ليس مجرد إضافة أو جمع الجزاءبعضها إلى بعض ، بل يشتمل على أكثر من ذلك فالجملة مث ً تشتمل على أكثر من ل الكلمات والحروف التي تتكون منها .أما إذا كان ت الخ برة المراد تعلمه ا معقدة م ن الص ل ، إذا أخذناه ا ككل فيرى الجشطلت أن هناك طريقتين يمكن للمدرس أن يتبعهما .• الول ى : تبس يط هذه الخ برة عل ى قدر المكان . مع عدم إهمال صفاتها وخصائصها العامة .•الثانية : أن يؤجل عرض الخبرة حتى يتأكد من خبرة المتعلم ونضجه يسمحان هل بإدراكها ككل .
• تقييم نظرية الجشطلتأفادة أراء الجشطلت ونظريتهم في التعلم ل موضوع التعلممن الناحي ة النظري ة فحس ب ، وإنم ا أيض ً الحقل التربوي ، اعندما أصبح الهتمام يوجه إلى المبادئ الكلية في التعليم وفيطرق التدريس ووضع المناهج بصفة خاصة فض ً عن النتائج ل المثمرة في حقل التطبيق التربوي المباشر